د. هبة جمال الدين تكتب:  أبواب التجنيد الخلفية

د. هبة جمال الدين الاستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية 
د. هبة جمال الدين الاستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية 

منذ أيام شهدنا غضب شعبي جارم من صوره لأحد الممثلين مع فتاة إسرائيليه مكررا لنفس المشهد منذ عام ونصف مع مغني إسرائيلي أخر ، وكان طوق النجاة "معرفش ما هو/ هي الي قالي علي الصوره وأنا هعرف الجنسيه منين" ، ما يهمني هنا هو الوعي الشعبي ورفض الشارع لتلك الأبواب الخلفية للتطبيع وإدراكًا لبالونات الاختبار التي تطلق من قبل الكيان الصهيونى.

فرصد مركز واشنطن لدراسات الشرق الادني عدد من المحاذير بشأن الشعب المصري كعائق أمام اتفاقات إبراهام والتقارب مع الكيان الصهيونى بل وغالي بعض الباحثين بالمركز المطالبه بإسقاط احتفالات انتصار ٦ أكتوبر ١٩٧٣. وطرح مركز راند أن إسقاط الدول سيكون من الداخل عن طريق العملاء والجواسيس والمرتزقه تحت عباره الحشد السلمي والتعبئة السلمية ليتكامل ما قدموه من هويه جديده تصاغ لتغيب الوعي الجمعي  وخلق هويه  زائفه تقبل بالمحتل والمستعمر في ظل طرح مركز American enterprise institute لسايكس بيكو جديد ومطالبه بعض الكتاب والباحثين بإعاده ترسيم الحدود وتغيرها من خلال استخدام السلاح الشعبي.

هنا تحاك مخططات مستقبليه تحتاج لإمعان النظر والتدبر لإجهاضها وسأذكر بسلاح المنح الاجنبيه فتذكروا الجاسوسه هبه سليم التي جندت ضد الوطن في منحه دراسيه بأحد الدول الاجنبيه.

والآن علينا رصد متغيرات جديده تحتاج للحيطة والتأهب فساحه الاختراق قد تصبح أكثر جذبا.

فدول اتفاقات ابراهام هل ستمثل بوابه خفيه للتجنيد؟ سؤال يحتاج لإمعان التفكير في ضوء مخططات مستقبليه لمراكز الفكر الغربية.

فبعض هذه الدول فتحت بها مكتب للشاباك والموساد علنيا بدولها علي أرضها، وبعض هذه الدول جنست صهاينه ومنهم من حمل أسماء عربية، كما أن بعض هذه الدول تطبق سياسه التماهي المؤسسي مع مؤسسات الكيان الصهيوني. وبعض هذه الدول وقعت اتفاقات للانخراط العسكري والدفاع المشترك بين جيشها وجيش دوله الاحتلال.
ناهيك عن التعاون الأكاديمي والعلمي والفني الذي يستهدف غسيل المخ والتطبيع الشعبي. 

وكما نصت اتفاقات ابراهام أنها موجهه لدول الشرق الأوسط ككل ليس فقط الدول الموقعه علي الاتفاق.

والتطبيع ياساده سيكون الهدف الأخف وطئه إذا نظرنا للمطلوب؛ الذي سينقلنا لملف التجنيد وتسريب المعلومات.

فهناك تدريبات قد تنظم ببعض دول اتفاقات ابراهام كمنح موجهه للعاملين في مختلف قطاعات الدوله الثلاثه.
 
فتذكروا يا ساده أن إسرائيل بدأت بتجنيد بعض الافارقه عبر تدريبات في حيفا وتل أبيب، فهل ستتحول بعض المدن العربيه لساحات لمثل هذه التدريبات تحت دعوات التقارب والتسامح والاخوه الانسانيه والعيش المشترك؟.

ولماذا قد يعقد التدريب بتلك الدول الان رغم انعقاده من قبل في أوطاننا الأعوام السابقه؟.

هل سيتم توعيه المسافرين أمنيًا والتنسيق معهم من قبل الجهات المعنيه قبل وبعد السفر؟ هل ترشيحات الجهات  سيعقبها اختبارات نفسية لانتقاء عناصر قادره علي مواجهة الضغوط النفسية التي سيقوم بها العدو وسيمارسها ضدهم من أجل الفرز والاستقطاب والتجنيد؟.

وإذا ذهبت لمًا هو أبعد ماذا بشأن المصريين والعرب العاملين بتلك الدول وأبنائهم ، كيف سيعودون لمصر والدول العربية وهم محملين بمكتسبات فكريه غريبه ومنبوذه هذا في افضل تقدير،  إذا لم يكونوا مجندون وعملاء .

وهل يمكننا أن نشهد زيادة في أعداد العرب المتزوجين من إسرائيليات خاصه أن هناك من خرج وتجمل في الفتاه الاسرائيليه التي احتضنها الممثل السالف الاشاره إليه؟ هل هذا إعادة ترويج للنساء بالكيان الصهيوني؟.

والسؤال لقارئ المقال إذا أعلن الكيان الصهيوني استضافتك اسبوع كامل أو توفير فرص عمل بمرتبات مغريه ماذا سيكون رد فعلك؟ وإذا أخدت موقعك ستكون الإجابه بالطبع الرفض اذا كان لديكم ضمير حر ، فلماذا تقبل بمثل تلك الفرص من قبل الأبواب الخلفية ؟ واذا رفضت العرضين كيف ستنظر لزميلك الذي قبل وسافر وطبع وربما جند ؟.

أسئلة كثيره أتمني ليس الإجابه عليها ، وأنما دراساتها والتأهب لها والحيطه من تلك المخططات المستقبليه التي تدبر ضد كل دول الوطن العربي برمته وهذا ما قاله سياده الرئيس عبد السيسي لبايدن بقمه جده حينما ذكر أن هناك مخططات تعيدنا لما قبل الدول القوميه وتستخدم سلاح الطائفية للقضاء على الدول وتفتيتها، وهذا ما كرره سيادته دوما أنه يخشي علي الداخل أكثر من خشيته من الخارج. حمي الله الوطن وسياده الرئيس.